Sunday, May 4, 2008

القهوة السادة


قد يتسم الماضي بسمات خاصة قادرة على جعلها رائقة في صفحة الذاكرة،ولكن اي ماض أولى بأن يكون وأي تاريخ يجب أن يكون ؛وأي عقل وقلب يجب أن يتفقالشئ واحد مألوف أصبحت الحقيقة مكتملة الصورة تضع لمساتها الأخيرة لتوحي له بكل الضيق أوالحزن اليائس ،كان يعرف مقدار حبها له ،وكان منتشياً بشوقها ولهفتها في غير إجابة منه هو المحروم من احساسه بالدفء لها أو قبولها ،لأسباب جعلها أمامه جسراَمنيعاً ولم تكن بل كانت كلها في حقيقة الأمر سبب واحد غير راضي غير مقتنع بها لكن لما هو نفسه لايدرى ؟ ؛يطمئن لها ويحكي ويسردويبكي ويضحك يدفن أسراره في بئرها العميق ويحلم ويتجرد من كل قيد،مدعيا أنها صديقةويدري أنها ما اعتبرته يوما صديق وإلاما قطعت علاقتها به يوما ما؛ بكى عندما تذكر أنه لم يعدهناك سبيل لمصارحتها بأنه افتقدها كثيراً كما افتقد كوب القهوة الزيادة -الني كانت تعدها له ولهاوتجلس مستمعة لما يقول بقلبها قبل عقلها ناصحة له حتى بما يضايقها ؛بحكي عن هذه وذاك وأخريات وهي مستمعة كاظمةً غيظها محاولة الحيادبينه وبين قلبها ؛ فكانت قهوتها الزيادة :سادة على لسانها لاتري لها طعم مثلها هي نفسها ليس لها طعم في حياتها معه، أما هوفقهوته كما هي زيادة رائقة صافية تجلب له معها الدفء والمزاج الرائق ؛ تنفض عنه جبل الهموم مثلها هي معه شئ أساسي في حياته لايستطيع الا ستغناء عنها ولم يستطع التفكير في أن تنفصل عنه بحجة من لايرغب في ان تدوم علاقتها برجل آخر وقبل أن يكون هناك آخر أخذت قرارها وانقطعت عنه لتستسيغ قهوتها وترى طعم لحياتها هي لا حياته هو ، من حقها أن تفكر في نفسها ولو لمرة واحدة ، القرار كان صعباً ولكنها قررت ،أخيراً بعد عمر ؛ ألم تكن هذه هي حكايتها معه ،يعرف كل هذا الآن ولكن بعد فوات الآوان ، بعدما رحلت هي عن دنياه وعن دنيا غيره ؛وانتقلت إلى الحياة الآخرى ياله من قدر ؛لمذا يبكي على الصديقة أم على الحبيبة نعم فإنه اكتشف مؤخراً أنه لم يحب أحد مثلها في حياته ولكن فات الأوان ؛فات اوان القهوة الزيادة ....................... أفاق من خواطره على نداء النادل في العزاء فالتقط منه كوب القهوة السادة-مردداً في نفسه أصبحت القهوة والدنيا كلها سادة-ورشف منه ثم هام ثانية في أفكاره وحزنه وبكائه