Thursday, January 29, 2009

واحد إلى أربعة



أشفقت عليه الفراق وعشرة الأيام


حسبته فقد روحه معها ورفض الحياة بدونها، يحيا الأيام كما هي وقت يمر هكذا دقات ساعة معلنة مضيّ العمر


صبراً منه على فراق سينهيه قدر مُحكم على كل إنسان


لم أستجمع شجاعتي لأفكر في أُخرى تحل محل أُمي ؛


رغم علمي أن ذلك قد يكون راحةِِِ لى أنا من حَمل هم تهيئة جوالأُسرة لأربعة أفراد وبيت تَعوَد النظام والدفء والإلتفاف لمائدة الطعام معاً


لبيت لايتكلم كثيراً ليحكي ما به فيكون من الصعب معرفة ما يحويه داخل طياته ؛


لكن أيضاً من الصعب تخيل دخيل أوشخص آخر ليس ضيف بل ساكن جديد يكون هو قائد المسيرة وصاحب الكلمة الأخيرة بالبيت وقد أُصبح أنا الضيف


لكن بعد ما سمعت وعرفت لم أعرف على من أُشفق وعلى من ؟ على نفسي أم على أَخويّ اللذين لم يبقى لهما سوايّ على ما أظُن أو قد يظنا هما لكن قدر مُحكم لافرار منه وليس لنا رأي في شرعِِ كتبه الله وأحلّه ولسنا ممن يحرمون الحلال ؛


سبحان من أحل الحلال وحرّم الحرام لا يَعظُم عليه عظيم ولايعز عليه عزيز ؛


لن يكون ذلك أسوأمن فقدي أُمي ؛حتى إن أُضيف واحد إلى أربعة لتصبح خمسة


Saturday, January 24, 2009

يحيا العدل بل يحيا الحب



حاجب المحكمة:محكمة



_يقوم الجالسون عند دخول القضاة الثلاثة إلى قاعة المحكمة . ثم يجلس القضاة على المنصة فيجلس الجالسون



القاضي : نادي على أول قضية . للحاجب


الحاجب :قضية 501ف.م جنايات


المحامي : سيدي القاضي حضرات المستشارين نرجو تأجيل القضية لجلسة باكر لعدم حضور الشهود.


القاضي :تأجل القضية 501 ف. م جنايات لجلسة باكر ..\..\... لعدم حضور الشهود على ان يتم اعلامهم بميعاد الجلسة من قبل المحامي أو المدعى عليه


الحاجب: قضية 502 ف.أ.ح جنايات


القاضى : دعوة مرفوعة من قبل السيدة / بدر االبدور تتهم فيها المتهم بالشروع في قتل قلبها مع سبق الإصرار والترصد



المتهم: يا سيدى القاضي إني عاشق ولهان ووبقلبها مشغول ولها أقول أحبك علطول سهرت الليل وذقت الويل ولعيونها أميل ولها أغني وأدوب .لم أقتل قلبها ولكن كنت أنا المقتول .


القاضي : الدفاع




المحامي :سيدي القاضي حضرات المستشارين ،إن السيدة بدر البدور تقول وتدعي على موكلي بأنه شرع في قتل قلبها مع سبق الإصرار والترصد ،ولكن سيدي القاضي إن موكلي قد أحبها لها الحب ،وذاق من أجلها الهوان ؛وعاش لها أحلك اللحظات ،فكيف يقتل قلباَ يحنو عليه ،وكيف يقسو على عينيها الساحرتين وكيف لآيحبها سيدى القاضي وهي بدر البدور ؛ إن الحب قد ملك عليه قلبه وحوله إلى نبع حنان دائم وعطاء خضم وإنهِِِِِِِِ..


...



النيابة : إني محتج فالمدعيةّ ذكرت في محضر الشرطة أنه تم سرقة قلبها منها ثم قتله إصراراً وترصداً أيْ أنها أحبت من قلبها[ المجني عليه ] قبل أن يُذبح بخنجر وسكين مسموم



ولكنه إستمتع بعذابها ،وغرّه قلبه فتنكر لها وقتل قلبها


الدفاع: فليسمح لي القاضي بالرد على الزميل



القاضي: تفضل



الدفاع: بعد ما سمحت لي سيدي القاضي بالحديث ، فإن أُوجه للزميل الحديث أنه قبل أن يقيم هذا الحكم الظالم أن يستمع لكلام الشهود ؛ ولدي الشهود لأؤكد لكم أن موكلي برئ وأنه أيضاً مجني عليه ؛ فلتأمر سيدي القاضي بإحضار الشهود إلي ساحة القضاء فهم موجودون بالخارج وهم وردة، ـ ذكرى [صورة] دمعة ـليله السهران ـباله الحيران



القاضي :[للحاجب ] نادي على الشاهد الأول



الحاجب: الشاهد الأول ؛وردة بنت زهرة



القاضي: يا وردة قولي والله العظيم أقول الحق



الوردة : والله العظيم أقول الحق



القاضي : تعرفي إيه عن المتهم ،وإيه أقوالك في التهم المنسوبة إليه



الوردة: ياسيدي القاضي المتهم الماثل أمامكم رجل أحب من قلبه فوالله ما جعلني أفارق أحضانه من أوان أن أعطيتني له السيدة بدر البدور وهي أيضاً تحبه من كل قلبها فكيف وإنه يحبها أن يقتلها



القاضي : هل عندك أقوال آخرى



الوردة : لايا سيدي القاضي



القاضي: شكراً يا وردة



القاضي : نادي على الشاهد التاني



الحاجب: الشاهد التاني ؛ ذكرى هانم صورة



الشاهدالثاني : والله العظيم أقول الحق



القاضي: تفضلي بالكلام



الذكرى: كنت في بال المتهم طول العمر حتى هذه اللحظة ولكني انفصلت للتو لأثبت برائته رُغماً عنه فهو أهون عليه أن يعذب ويعاقب من أن ينسى ذكرى حبهم لحظة ؛ حتي إسأل باله يدلك على مكاني فيه؛,



القاضي : أين بال المتهم


البال : نعم يا سيدي القاضي أنا بال المتهم



القاضي : ما رأيك في كلام الذكرى؟



البال : أحلف بالله العظيم ألاأكذب وأن أدل سيادتكم على الحقيقة ، فإني فعلاً كانت تستقر فيّ صورة وذكرى السيدة المبجلة بدر البدورمع صاحبي أيّ المتهم ولم نفترق إلاهذة اللحظة لإثبات برائته وإنه حتى يفكر فيها المتهم الآن



القاضي : نشكركم الذكرى والبال ، نادي على الدمعة



الحاجب : الشاهد الرابع الدمعة الغزيرة



الدمعة: سيدي القاضي أحلف بالله العظيم أن أقول الحق ،إني انحدرت على وجه المتهم المحب المسكين لفراق حبيبته



القاضي : هل لديك أقوال أُخرى ؟



الدمعة : لاياسيدي القاضي



القاضي: نادي على الشاهد الأخير



الحاجب : الشاهد الخامس ؛ الليل



الليل : يا سيدي القاضي إني أُقسم بالله العظيم أن أقول الحق ؛ إن هذا الرجل الماثل أمامكم أتعبني سهداً وولهاً؛وإني بحكم خبرتي مع العشاق أقول لكم أنه عاشق مخلص لها



الدفاع: سيدي القاضي بعد هذا الكلام من الشهود أظن أن موكلي قد بُرئ من التهم المنسوبه



إليه وأنه ــــــــــــــــــ



النيابة: يا زميل يالعزيز هذا لاينفي التهم كليةً وـــــــــــــــــــــ



ـ صوت يأتي من بين الصفوف الآخارى ومن الواضح أنه لم يحضر الجلسة :سيدي القاضى سيدي القاضي اسمح لي بالدخول لكي أشهد بالحق لهذا المتهم البرئ



القاضي : من انت ، قولي والله العظيم أقول الحق



صاحبة الصوت: أنا بدر البدور المُدعية



القاضي: ما قولك



بدر البدور : والله العظيم أقول الحق إن هذا المتهم الماثل أمامكم برئ من تهمة الشروع في قتل قلبي و إنما المتهم هي الأيام التي حملته على البعاد والفراق بغير ذنبي ولا ذنبه ، إنه أحبني وعشنا ليّالي الحب والوله عشقاً نسبح في بحور الهوى ونطير في سماء الشوق ؛ نحيا ليلة الحب بألف ليلة وليلة ولكنه استسلم للزمان المر وجرفته شواطئ الأيام بعيداً عني ؛ فتعب قلبي وكادت روحي تفارقني إلى خالقها؛ وإن كان تعب قلبي من الليالي والأيام ، وقد سمعت أنه عاد مجرورا إلى المحكمة ، وهو البرئ وإني شكيته كي تجيئون به إليّ



القاضي : الحكم بعد المداولة ــــ رفعت الجلسة



ـــــــغاب القضاة للمداولة في الحكم ،والصفوف تموج موجاً كموج البحر الثائر وتعصف كالرعد كلٌ يتحدث ،ينتظر يخشى علي هذا الحبيب بل على هذا الحب ــــــ



إلا إثنين كانا ينظران لبعضهما في صمت هما الحبيب والحبيبة ؛ وابتسمت له مطمئنة إياه وابتسم لها معتذراً الضعف والإستسلام ،ــــــ



ظلت الأعين في تلاقي والشفاة ترتجف في شوق وخوف، ولايسمع للألسن كلاماً حتى ما انفجرا كلا الحبيبين في بكاءٍ مر حين تذكرا الفراق والبعد والإنتظار ؛ ذاكرين كم ألهبتهما نار الشوق وباعدتهما الليالي وعاركهما الزمن ،ظل يبكيان والأعين متلاقية ،والأنفاس محترقة والألسن خارصة والقلوب خاشعة تصرخ وتعوي وتتمزق ،فهي تخاف عليهما ظلم البشر وكِسرة الحياة الدنيئة ــــــ ومازالاعلى هذا الحال حتى أعلن الحاجب عن دخول القضاة ؛ فكادت القلوب تخرج من بين الضلوع هلعاًــــــ



الحاجب : محكمة



ـــــــالكل ينتصب واقفاً واجماًـــــــ حتى يجلس القضاةــ


القاضي: حكمت المحكمة حضورياً على المتهم بالسجن في قلب المدعية بدر البدور إلى الأبد



كادت القلوب ترتفع وتتحلق من فرط الفرح حتى كادا الحبيبين يغيبا عن الوعي وسط تهليل وتصفيق الحاضرون في قاعة المحكمة ووسط الصياح يحيا العدل بل يحيا الحب