Friday, June 13, 2008

حالة







حفنة من الظلام ممتدة أمامي لم تعد تثير فضولي فقد اعتدت الظلام ؛حين دخلت هذه الغرفة أول مرة بحالتي تلك ، خفت الظلام والصمت المحيط بي ؛ خفت الروتين اليومى الذي سأصبح وأمسى فيه ؛

والآن وقد اعتدت دقات الساعة وانغلاق النوافذ والأبواب ؛أعي الغرفة جيداً ولآأعي غيرها في هذا العالم ؛ولآأرى منه إلا اثنين هما من حنا عليَ وعلى حالتي {أمي وأبي} الحمد لله أنهما بخير ؛

أريد أن أصرخ ليعلم من بالعالم أني أحيا أني لي وجود رغم أني لاأتحكم في شئ سوى أفكاري ؛حتى احتياجاتي الطبيعية لآأحكمها فهي ما دائماَ ما تفاجئني بنفسها ؛وكان الله في عون أمي فهي تتحمل كل هذا ولاتشكو ولاتظهر لي استياء من هذه الخدمة الثقيلة ؛

بالرغم من استيائي أنا من جسدي الذي أصبح عبئاً عليَ وعلى نفسي لاأقدر على حمله ولاحتى على التقلب على السرير ؛أحتاج إلي تمرينات كثيرة لكي أتمكن من تغيير وضعي من نائم إلي نصف جالس ؛

أفكار متضاربة تعبث بي فبالرغم من حالات الملل التي أحياها فأنا لاأريد أن يراني أحد لاأحتمل نظرة الشفقة ولانظرة التشفي ؛

في الصباح سيأتي طبيب العلاج الطبيعي ليبدأمعي التمرينات يقول إنه مع بعض التمرينات ومع الاستعانة ببعض الأجهزة سأستطيع أن أمشى مسافات قصيرة داخل البيت ؛ أنا لاأريد الحركة والاعتماد على نفسي إلامن أجل أن أريح أمي ؛

فهي من يوم الحادثة المشؤمة التي أصبح بعدها نصفي السفلي عديم الفائدة ؛لم ترتح وهي السيدة المسنة المريضة ولم ترفضني بعد أن رفضني العالم وتنازل عني ؛

أخيراً قد وصل الضيف العزيز ليرحمني من أفكاري ومن عزلتي ؛ فقد بدأ النوم يعبث بأجفاني وهو الذي يأتي عزيزا ليصحب الأجواء الساكنة حولي إلى الأجواء الصارخة داخلى ليخمدها في سبات عميق ؛ ولاأمسي قي هذا العالم غير حالة ولآأصبح غير حالة........